الغزو الفكرى عن طريق التعليم
اتخذ المنصرون وسيلة التعليم لغزو الشعوب الإسلامية ، والشعوب الأخرى غزوًا فكريًا بغية تنصيرهم ، أو إخراج المسلمين من دينهم ن ولو إلى الإلحاد والكفر بكل الأديان .
وقد وجد التعليم فى المدارس الأجنبية فرصته الذهبية فى ظل الإحتلال الذى أطلق أيدى غلاة المنصرين والقساوسة ، وأحزابهم فى وضع برامج التعليم لمدارسهم حتى كانوا يلقنون فيها أطفال المسلمين مبادئ المسيحية وتعاليمها ، ويحفظونهم صلواتهم ونصوص كتبهم الدينية ، وأثمرت هذه المحاولات عن ظهور نوع من التعليم أطلق عليه البعض ( التعليم الخليط ) ؛ لأنه يحتوى على كثير من المتناقضات وعداء واضحًا ما يكيده أعداء الإسلام والمسلمين فى هذا المجال وتتلخص خططهم فى مجال التعليم فى ثلاثة عناصر :
العنصر الأول :
تفريغ أفكار الأجيال الناشئة وقلوبهم ، ونفوسهم من محتوياتها ذات الجذور العقلية ، والعاطفية ، والوجدانية ، والأخلاقية ، وانتزاع كل آثار لها وهو ما يطلق عليه عبارة
( غسيل الدماغ ) .
العنصر الثانى :
ملء فراغ عقولهم بمخترعات فكرية وعاطفية مزورة ، تخدم غايات العدو ، وتهدم كيان الأمة الموضوعة هدفًا للغزو ، وهى الأمة الإسلامية .
العنصر الثالث :
تسخير أجهزة الإعلام المختلفة فى هدم كل مقوم ، ومحاربة كل فكر وعقيدة أو خلق وسلوك .
واتخذ هؤلاء عدة وسائل تهدف إلى إبعاد ، وصرف الأجيال الناشئة فى المجتمعات الإسلامية عن كل وعى دينى سليم لئلا يتعرفوا على الإسلام بصورته الصحيحة المنيرة المشرقة ، ومن وسائلهم .
الوسيلة الأولى
- فصل العلوم الدينية عن العلوم الأخرى ، فصلا يجعل بين القسمين هوة سحيقة ، واصطناع الخلاف والثقافة ، ثم العداء بين علوم الدين وعلوم الدنيا وبين علماء هذين القسمين .
ويتيسر سبل المال والمجد الدنيوي والمراتب والوظائف الكبيرة لتعلم علوم الدنيا ، مع حجبها عن نظراتهم من متعلمى علوم الدين وعلى أثر هذا الفصل المصطنع بين علوم الدين وعلوم الدنيا ، كان على دارس العلوم الدينية فى معظم بلاد المسلمين أن يكونوا بعيدين عن مجال حيوى إلا مجال المساجد ، وما يكون فيها من عبادات ، وبعض الوظائف ذات الإختصاص الدينى ، مع تضيق موارد الرزق فيها ، وإلجاء القائمين بها غلى طرق من الكسب تثير النقد اللاذع ، والإزدراء ، والتنذر.
الوسيلة الثانية :
تسخير وتشجيع فئات تدخل فى الفاهيم الإسلامية ، أغاليط وأكاذيب وتلفيقات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان وتعمل تشوية حقائق الإسلام الناصعة ؛ وذلك لطعن الإسلام بها من جهة ولإبعاد الأجيال الناشئة عنه مذرعا لهذه التشويهات الدخيلة عليه ، والغريبة عنه .
إبعاد كل عنصر صالح يدرك حيل أعداء الإسلام ، ويكافح لإحباط مخططاتهم عن كل مركز قيادى ، أو توجيهى ذى أثر فى جماهير المسلمين وعامتهم .
اثارة الشكوك والشبهات حول عقائد الإسلام ونظمه وعباداته بغية إضعاف المسلمين بكمال دينهم الذى كان سرعبدهم .
الوسيلة الخامسة :
اثارة ألوان السخرية والهزاء وأنواع التهكم بالعلماء المسلمين ، وبالأحكام الإسلامية والعبادات وممارسيها .
انتهى
يوم الخميس
الموافق
السادس من رجب 1434 ه
16 من مايو 2013 م